افتتاحية صحيفة الجيش 26 سبتمبر
مع كل موجة إشاعة تستهدف بها المليشيا أنساق الصف الجمهوري، المتمثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ورجالات القبائل، وكل شرفاء اليمن المتصدين لظلامية المشروع الايراني في اليمن والمنطقة، لم تؤت تلك الإشاعة أكلها في أوساط هؤلاء المتشبعين بالمثل والقيم الوطنية والنظام الجمهوري، بل تزيدهم إيماناً على إيمانهم بقيم الحرية والعدالة والانتصار للكرامة، والإصرار على تحقيق هدف الخلاص من مليشيا إرهابية، صنعتها متعهدة الإرهاب الدولي إيران المجوسية الطامحة بتوسيع نفوذها في المنطقة على حساب سيادة واستقرار المنطقة والأمة برمتها، بكل قيمها الثقافية والعقيدية والتاريخية.
الإشاعة التي شنتها ومازالت تشنها المليشيا كحرب مصاحبة لحربها على شعبنا اليمني بدعم سخي من إيران، لم تكن سوى نتاج خورها وضعفها وانهزامها الكبير في جبهات القتال وخسرانها الآلاف من عناصرها بين قتيل وجريح وأسير، وفشل أكبر لكل خطط المستشارين العسكريين الإيرانيين، وأولئك التابعين لمليشيا حزب الله والحشد الشعبي العراقي.
لقد كان حديث الإشاعة المليشية، المصاحب للمعارك الدائرة في أطراف مأرب بكل جبهاتها والمستهلك لمفرد السقوط بالنسبة لمقاتلي الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل، بل وشرفاء اليمن مثار سخرية وازدراء، لأنه يتصادم مع الحقائق على الأرض ولا يشي سوى بقرب سقوط المليشيا، التي تلقي بمقاتليها من أبناء القبائل المغرر بهم إلى محارق الموت، التي أعدها لهم الأبطال باحترافية نادرة تفوقت على كل نظريات الحرب الإيرانية.
السقوط الذي تغيته الإشاعة المليشية لم يحدث كما خططت له، ولكنه حدث لأولئك الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس لمشاريع رديفة لمشروع المليشيا الإرهابية، وتحولوا إلى أدوات أرخص لأدوات رخيصة فرطت بكل القيم الوطنية ومزقت كل روابط الانتماء إلى التراب الوطني وإلى الشعب اليمني بكل تاريخه الحافل بالمآثر البطولية منذ آلاف السنين.
لقد سقط الساقطون مرات ومرات، وبقيت مأرب وكل الشرفاء مرفوعي الهامات متوجين بالكرامة ومكللين بالشموخ ومؤزرين بالإصرار على تحقيق الهدف الأوحد، والمتمثل بالقضاء على مليشيا الإرهاب الحوثية وأذيالها الساقطين في كل منعطفات النضال ضد الإمامة الكهنوتية الجديدة.