الأحد, مارس 19, 2023
أخبار مأرب
  • الرئيسية
  • الأخبار المحلية
  • أخبار الوطن
  • تقارير وحوارات
  • كتابات وآراء
  • ثقافة وتاريخ
  • الارض والمناخ
No Result
View All Result
أخبار مأرب

معضلة الإمامة في اليمن في الماضي والحاضر

مايو 9, 2021
Tags: أخبار_مأرب_ثقافة وتاريخ
شارك على فيسبوكغرد في تويترارسال لواتسابمشاركة

🖋️ علي أحمد العمراني

في الذكرى الخمسين لاستشهاد والدي ، 29 يناير 2014 ، كتبت عن ذكريات الحدث بالنسبة لعائلتي ، ونشرته على صفحتي في الفيسبوك، وكتب لي حينها على الخاص ، أحد شباب بيت حميدالدين؛ متسائلاً : ( ونحن ماذا نذكر عن شهدائنا، بثورة الإنقلاب السبتمبري فلنا ذلك مثلكم أم أن موتانا رجعيين ؟… على كل حال تغمد الله والدكم بالرحمة بعد خمسين عام..).. !

فرددت عليه متفهماً مشاعره تجاه أهله : الله يتقبلهم كلهم شهداء وكلهم أهلنا ! (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)..

عدت الآن إلى الرسائل، وأنا أحرر هذا، فوجدت في بروفايل (علي حسين حميد الدين) صورة شاب ، في يده بندقية!

ظللت سنين، في الطفولة والشباب، متطيرا حتى من المنطقة التي قُتل فيها أبي، فما بالك ممن تسبب في وفاته.. وأول مرة، عرفت تلك المنطقة التي قُتل فيها أبي كان في 1994، بعد ثلاثين عاما على وفاته. ووقفت وانا في طريقي الى الحديدة، أتأمل واتفحص المكان والوجوه ، وكنا في لجنة برلمانية..

مع الزمن، وبعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ ، قدرت أن خمسين عاماً كافية، ليتناسى اليمنيون آلامهم ويسمون فوق جراحاتهم، وينطلقون في بناء بلدهم معاً.. وقلت في يوم اليتيم العربي في 1 إبريل ، 2014 ، لم أعد أحمل حقداً على قتلة أبي! ولا نريد مزيدا من الأرامل والثكالى والأيتام..

كان الحوثي ما يزال في صعدة ، وكنت ممن يظن أن مشكلته على الرغم من الجهالة والغلو الذي يكتنفها والتوظيف الخارجي لها، قابلة للمعالجة والإحتواء ، وأن الحوثي ليس مجنونا وأحمقاً إلى حد التفكير بالتقدم نحو صنعاء، ولن يقدم على اجتياحها يوما ولو وجد أبوابها مشرعة أمامه ، وتواطأ معه أكبر عدد من الأغبياء والأدعياء .. كنا نتوقع أن الحوثي وغير الحوثي يدرك خطر الاجتياح، الذي تسبب وما يزال في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وخراب اليمن..كان آخر شيء، يفكر فيه اليمنيون، أن جماعة منهم سيجتاحون عاصمتهم، ويفرضون أجندتهم الطائفية بالعنف والإكراه والخراب في القرن العشرين، جرياً على عادة الإئمة منذ قرون .. كان بإمكان الحوثي أن يحقق مكاسب كثيرة ، بعد 2011، سلماً، أما العنف فإنه سيكون أبرز ضحاياه في النهاية كما أثبت تاريخ اليمن على وجه الخصوص..

كان عهد الأئمة ظلامياً ومدمراً في اليمن دون شك، وتكمن مشكلة الإمامة وعهدها في العقيدة والنهج، وليس في الأشخاص ، أو السلالة التي ينتمون لها.. ويمكن القول أن أشخاص الإئمة متفاوتون في قدراتهم القيادية والسياسية والعسكرية، فمنهم المتميزون ومنهم غير ذلك، مثل غيرهم من البشر . لكن الخطر والإرباك والفوضى يكمن في الإمامة فكرة وعقيدة ومنهجاً وأسلوب حكم.. وإذا كانت العقيدة خاطئة متصادمة مع حقائق الحياة، فيستحيل أن يحقق في ظلها ومن خلالها أبرز القادة الموهوبين، أي نجاح يذكر… ويكفي أن الإمامة تدعي حصر الولاية والحكم ، دينا وعقيدة ، في سلالة بعينها، إلى الأبد، واستبعاد كل من عداها، من شعب اليمن وغير شعب اليمن.. ولو قُُدِّر للإمامة أن تكون نظاما ملكيا وراثيا دنيويا تقليدياً، في القرون الماضية، مثل أنظمة أخرى كثيرة في العالم، لربما أسفر ذلك عن استقرار في اليمن، ونماءً وتقدماً؛ ووحدة.. وبالنظر الى بسالة شعب اليمن، وقوة شكيمته وإرثه الحضاري ودأبه على العمل والإنتاج والإبداع، كان يمكن للنظام المستقر الطامح الذكي أن يحقق إنجازات سياسية وحضارية هائلة قد يتعدى أثرها الإنساني، وربما نموذجيتها ومثالها حدوده ..

لكن الإمامة وطائفيتها من جهة، بما ينفِّر منها غالبية اليمنيين ممن لا يتبعونها مذهباً، وبالنظر إلى شمول نسل البطنين في الأحقية، من جهة أخرى، في الدعوة لأنفسهم بالإمامة ، بشروط الإمامة الفضفاضة المعروفة، قد أدى كل ذلك إلى إشهار السيوف من قبل مدعي الإمامة، ضد مدعين آخرين قد يكونون من أقرب الناس لهم، مما قاد إلى التطاحن والفوضى والاضطراب المستمر المتفاقم في اليمن، ولم يتمكن معه نظام الإمامة من إنجاز أي شيء يذكر، خلال الألف عام؛ في الوقت، الذي تمكنت أنظمة عديدة، وشعوب أخرى كثيرة، من تحقيق إنجازات حضارية كبيرة في الشرق والغرب، وفي دنيا المسلمين أيضا. ويصعب مقارنة أداء الإمامة في اليمن، بما أنجزه الأمويون في أنحاء العالم الإسلامي، بما في ذلك الأندلس، أو ما حققه العباسيون، والفاطميون، والمماليك، والعثمانيون، وبعض ولاتهم كمحمد علي..
وقد تحققت لليمن إنجازات حضارية، معتبرة ومبهرة في العهود التي سبقت الإسلام، ولم تأت تسمية اليمن السعيد من فراغ في تلك العهود اليمانية ، كما أن الدول الأخرى، التي حكمت في اليمن في العصر الإسلامي، مثل: الصليحيين والرسوليين والطاهريين، تركوا بصمات حضارية ملموسة.. وليس من باب التحامل، إذا تساءلنا عما الذي تركه نظام الإمامة من منشآت عامة أو أحدثه من مؤسسات وإدارة ومعرفة ، خلال ألف عام، سوى بعض الأضرحة والقباب والقبور وعذابات اليمنيين وتناحرهم ؟ والمقابر هي أبرز ما تنجزه وتبرزه “المسيرة القرآنية” الحوثية اليوم! وكان ضريح الزميل البرلماني، حسين الحوثي، المزخرف المنمق الملون، المتنافر مع بيئته، إضافة ملفتة مستفزة ، الى أضرحة الأئمة! وقد علقت في هذه الصفحة، قبل سنوات ، على منشور لأحد خريجي أمريكا، ممن أعرفهم، وهو يعبر عن سعادته وتشرفه بزيارة الضريح ! وكان الضريح قد صار مزارا لحشود كثيرة، قبل أن تهدمه طائرات التحالف..كما صارت ملازم حسين الحوثي، ركيكة الصياغة والخالية من أي مضمون مفيد ، مانفيستو الحوثيين، تتلى في وسائل الإعلام ، ويحملها المقاتلون ، أكثر من القرآن..

يمكن النظر إلى مشكلة الحوثي، باعتبارها أحد تجليات التطرف الأصولي، والديني في عصرنا، ولكن الملفت أن أبرز أنصارها وقادتها من عائلات بعينها، وتحديدا العائلات التي حكمت أو كانت جزءاً من الحكم في عهد الإمامة .. ومهما يكن من شأن الإمامة في اليمن، فليس من المنطق و العدل مؤاخذة الأبناء والأحفاد، بجريرة الآباء والأجداد، لكن يصعب تصور أن أحفاد الأئمة؛ أمثال شرف الدين والمتوكل، والمهدي وغيرهم، مع الاحترام المستحق لكل هذه العائلات (ما عدا من يُجرم اليوم في حق الشعب اليمني ضمن جماعة الحوثي) وجدوا ضالتهم في الحوثي، بظلاميته وأصوليته، وبطشه وخرابه، وأنه بوحشيته يمثلهم ويمثل مشروعهم لليمن في القرن الواحد والعشرين ، وأنه في نظرهم يمثل مستقبل اليمن وتطلعات أجياله الصاعدة، بفكره الكهنوتي الشمولي الفاشي وممارساته الإجرامية .. وكان، وما يزال أولى بأولئك، وهم الذين حصلوا على فرص تعليم أكثر من غيرهم، أن يكونوا طلائع تغيير وحداثة ومدنية في اليمن ودعاة سلام ، وليس الانخراط في مشروع ظلامي أصولي، هدام وعنيف … ومثل هذا الكلام ، كثيرا ما ناقشته مع المرحوم الدكتور محمد المتوكل وآخرين..وكثيراً ما اتفقنا واختلفنا مع الدكتور محمد عبدالملك المتوكل حول قضايا عدة ، لكن على الأرجح أنه لو بقي على قيد الحياة لن يختلف معي فيما طرحت هنا، خصوصاً بعد أن بلغت الأمور ما هي عليه الآن ..

كنا نؤمل أن تأتي لحظة تاريخية، يتجاوز فيها اليمنيون آلام الصراع والعنف ومظالم التاريخ، ويتصالحون مع ماضيهم، وينطلقون معاً بمشروع جامع لبناء بلدهم.. كان يمكن للثورة اليمنية بأهدافها السامية وتضحياتها الجسيمة أن تكون الأساس.. ومع صعوبة المقارنة بين عهد الإمامة، وما بعد سبتمبر؛ غير أن ظروفاً تتعلق كثيراً بالقيادات والأطماع والجشع وقصر النظر، وتدخلات خارجية ، حالت دون تحقيق أهداف ثورة سبتمبر 1962 كما ينبغي .. وكثيرا ما تمت الإشارة إلى سرقة الثورة والجمهورية والوحدة، وأرى أن ذلك صحيحاً وملموساً إلى حد كبير، وعبرت عنه مراراً. وقد وظفت اللوبيات الإمامية ؛ التعددية وهامش الحرية ، التي رافقت الوحدة، خدمة لأهدافها الأنانية، التي تمخضت عن مشروع الحوثي المدمر ، بل إن تلك اللوبيات أسهمت كثيرا في تأجيج الخلافات والصراعات واستغلالها .. وكان يمكن للربيع اليمني أن يكون منطلقا للتصحيح والإصلاح مع ما اعتراه من اعتلالات داخلية، مثل تواجد بعض قوى الفساد ، لكن الجماعة الحوثية شكلت عمود الثورة المضادة ورأس حربتها ، في وجه الربيع اليمني ، وأعادت كل شيء إلى نقطة الصفر وعهد الرسي..

وإذا كان بروز الحركات الإمامية والانفصالية يعد دليلا على فشل القيادات والنخب السياسية اليمنية وسوء أدائها في العقود الأخيرة .. غير أن محاولة العودة الى ما قبل سبتمبر 1962، و22 مايو 1990، بأي صورة من الصور، يجب أن لا تكون، ومحاولات من ذلك النوع ، لن تكون حلاً لأي من معضلات اليمن، بل ستفاقمها، ولن تسفر محاولات من ذلك القبيل، إلا عن كوارث إضافية ماحقة، وما يحدث اليوم أوضح دليل وشاهد..

من صفحة السفير اليمني لدى الأردن

شارك

  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
  • اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)

Related Posts

تحيي الفنانة ماريا قحطان غداً حفلاً فنياً في مأرب بمناسبة اليوم العالمي للسرطان

الوزير الإرياني يبارك إدراج آثار مملكة سبأ القديمة في مأرب على قائمة التراث العالمي

رسميًا اليونسكو.. تُدرج آثار مملكة سبأ القديمة في مأرب على قائمة التراث العالمي

RemasterDirector_V0

الروائية فكرية شحرة تكتب.. مأرب سحر البدايات وأحلام الأمل..

تابعنا على

Facebook Twitter Telegram Youtube Rss

آخر الأخبار

تكريم رجال المرور في مدينة مأرب

مليشيا الحوثي تفتح جبهات جديدة غرب حريب للدفاع عن ملعا عقب خسارتها حقول الالغام

العقيلي يحذر المواطنين من ألغام جرفتها السيول في مأرب وشبوة (صور)

توقعات بأمطار غزيرة إلى متوسطة على مأرب ومعظم محافظات اليمن

تنفيذي مأرب يستعرض تقارير الأداء والإنجاز لعدد من المكاتب والوحدات الحكومية

تدشين حملة تحصين طارئة بمأرب تستهدف 94 ألف طفل وطفلة دون الخامسة

الأكثر قراءة

  • مليشيا الحوثي تفتح جبهات جديدة غرب حريب للدفاع عن ملعا عقب خسارتها حقول الالغام

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • تخرج 92 طالبا من المعهد العالي للعلوم الصحية بمأرب

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • العميد مجلي: القوات المسلحة والتحالف العربي في خندق واحد ولا صحة للشائعات المغرضة

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • في معارك هي الأعنف الجيش بإسناد المقاومة وغارات مقاتلات التحالف يحبط هجمات حوثية بجبهتي مأرب الغربية والجنوبية

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • بالصور.. رجال الجيش يغنمون آليات وأسلحة متنوعة بعد دحر مليشيا الحوثي بجبهة الكسارة غرب مارب

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0

جميع الحقوق محفوظة © لـ أخبار مأرب 2020.

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • الأخبار المحلية
  • أخبار الوطن
  • تقارير وحوارات
  • كتابات وآراء
  • ثقافة وتاريخ
  • الارض والمناخ

جميع الحقوق محفوظة © لـ أخبار مأرب 2020.