الشهيد القائد علي عبدالمغني.. (بروفايل)
– ولد علي محمد حسين عبدالمغني في بيت الرداعي مديرية السدة محافظة إب العام 1937، وتوفي والده وهو في الرابعة من عمره. تلقى تعليمه الأولي كتّاب منطقة “نيعان”، وهناك ختم القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره.
– في العام 1946م انتقل علي عبدالمغني إلى صنعاء لمواصلة دراسته وكان في السنة التاسعة من عمره. والتحق بمدرسة الأيتام بعد أن كان الوزير الكبسي قد ضمه الى بيته كأحد أبنائه.
– التقى علي عبدالمغني في صنعاء بالمناضل جمال جميل العراقي، قائد ثورة 1948، التي أطاحت بالإمام الأب وفشلت، وما إن وصل وسلم عليه حتى دعاه جمال جميل وأجلسه بجانبه وسأله سؤالا مختصرا: فيمَ تكون السعادة؟ وكانت الإجابة هي الأخرى مختصرة: “السعادة تكون في الحرية”، فضمه جمال جميل إلى صدره وقال وهو ينظر إليه بتأمل كبير: “لو فشلت ثورتنا -لا سمح الله- فهذا الشبل هو الذي سيسحقهم ويكمل ما بدأناه”، وكان علي عبد المغني حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره.
– أكمل علي عبد المغني دراسته في مدرسة الأيتام بتفوق، لينتقل إلى المدرسة المتوسطة.
– في عام 1958 التحق علي عبدالمغني بالكلية الحربية ضمن الدفعة الثانية المعروفة حتى الآن باسم دفعة علي عبد المغني، وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى.
– بعد التخرج من الكلية الحربية التحق بمدرسة الأسلحة بمعية عدد من خيرة الضباط من خريجي كليات الحربية والطيران والشرطة، منهم محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبدالسلام صبرة.. وغيرهم.
– بعد تخرجه في مدرسة الأسلحة قام بزيارة إلى قريته وكان يومها قد بلغ 22 عاما وصحبه عدد من زملائه وكان ذلك في العام 1961، وهناك تفقد أهله في “المسقاة” و”بيت الرداعي” و”حرية” وأقام عند والدته يومين.
وحرصاً عليها من أن تصلها أخبار سيئة عنه أثناء غيابه صارحها بأنه مقبل على عمل كبير هو وزملاؤه، وأوصاها أن تدعو له، ألحت عليه أن يخبرها بما هو مقبل عليه ليطمئن قلبها، فسألها عن رأيها في بيت حميد الدين. فأجابته بفطرتها النقية: “ما يقومون به لا يرضي الله ولا رسوله”، وزادت بقولها: “أمرهم إلى الله”، فأدركته ابتسامة عريضة وشعور عميق بالفرح، ثم قال: “والله يا أمي ما تسمعي عن ولدك إلاَّ ما يسر خاطرك، وأما بيت حميد الدين فو الله ما يذبحوني ولن أموت إلاَّ موتة الأبطال”.
– ثم توجه إلى مدينة تعز وهناك قام بالاتصال بخلية الضباط الأحرار، وانتقل إلى الحديدة للغرض ذاته وقيل إنه سافر إلى عدن ومن ثم عاد إلى صنعاء.
مايسترو الضباط الأحرار:
في ديسمبر 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد مشاورات ومحاولات عديدة أفرزت هذا التنظيم الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته مثله مثل الحركات التحررية الأخرى في الوطن العربي. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه وكانت تضم عشرة أعضاء.
وقبل ذلك، وبالتحديد في عام 1956، عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي قاد علي عبدالمغني مظاهرة طلابية مهيبة وجهت رسائل هامة وحاسمة للإمامة، وكانت أول مظاهرة تشهدها صنعاء، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله وسجن في “الرادع” مع مجموعة من زملائه الطلبة وقد خرجت مظاهرة أخرى تطالب بالإفراج عنه.
وبعد تأسيس تنظيم الضباط الأحرار أجرى علي عبدالمغني اتصالات عديدة وتواصل مع العلماء والمثقفين والمشايخ وكل الأحرار داخل اليمن وخارجها للإعداد للثورة.
وفي شهر يوليو 1962، التقى بالزعيم جمال عبدالناصر على متن باخرة مصرية في البحر الأحمر بشرم الشيخ حيث كان سفره إلى هناك على ظهر الباخرة اليمنية مأرب عبر ميناء المخا، وحصل خلال هذه الزيارة على وعود من الزعيم جمال عبدالناصر بدعم ونصرة الثورة اليمنية.
بعد عودته من مصر نظم مظاهرة للطلبة في كل من صنعاء وتعز والحديدة في شهر أغسطس 1962، وكان يؤمن بأن المظاهرات هي الجرس الذي سيوقظ اليمنيين من سباتهم، وأنه إذا صحا الشعب من نومه فهو القادر والمتكفل بحماية الثورة.
ليلة تفجير الثورة اجتمع مع مشايخ اليمن الذين وصلوا صنعاء لمبايعة الإمام وأقنعهم بالمشاركة في الثورة إلى جانب الضباط.
وفي صباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962، ارتقى محمد الفسيل منصة إذاعة صنعاء ليقرأ أول بيان أعلن فيه قيام الثورة وسقوط عرش الإمامة إلى الأبد.
وبعد ذلك عين علي عبد المغني عضوًا فيما عرف بـ”مجلس القيادة”، إلى جانب المشير عبدالله السلال، وعبدالله جزيلان، وعبد السلام صبرة وآخرين.
استشهاده:
بعد أيام قليلة من قيام الثورة والجمهورية كلف بقيادة حملة عسكرية إلى منطقة “حريب” في مأرب لمواجهة الحشود الملكية، التي بدأت تستعد لإعلان الحسن بن يحيى حميد الدين إمامًا بمساعدة خارجية، وقد استشهد علي عبد المغني في هذه المعركة وكان ذلك في أكتوبر 1962. وبرحيله خسر اليمن واحدا من المناضلين والقادة الأحرار العظام الذين وهبوا أنفسهم منذ اليوم الأول لمجابهة الظلم والطغيان والانتصار للحرية.
ويروي بعض رفاقه الثوار أنه كان يردد دائماً: “اللهم أسمعني إعلان الجمهورية وأموت” وقد تحقق له ذلك وسمع اعلان الجمهورية لمدة سبعة أيام ومات شهيداً رحمه الله.
أهم المراجع:
– “علي عبد المغني..اختيار الحـرية”.. تقرير للزميل باسم الشعيبي نشر في صحيفة “السياسية” اليومية الصادرة عن وكالة “سبأ”.
– “انقلاب جمهوري على قائد الثورة”، بقلم زيادي عبدالمغني صحيفة “الوحدوي”.
– مقابلة صحفية مع “عبدالقادر محمد عبدالمغني” في صحيفة “المصدر”.
المركز اليمني للإعلام – بتصرف
#مهندس_أيلول