حين أرسلت إيران ضابطها المدعو حسن إيرلو، خلسة إلى اليمن أواخر العام الماضي، كانت تعتقد بأن المسألة مجرد وقت وسيفتح أجواء اليمن أمامها، لم يكن بحسبانها أن يأتي يوم وتتوسل العرب بأن يسمحوا لضابطها بمغادرة اليمن، وتكون لها وله هذه النهاية المهينة التي تستحقها وقليل في حقها أمام ما فعلت وتفعل باليمن.
كانت إيران تفكر كيف ترسل قائد عسكري من قواتها إلى اليمن لإدارة وقيادة المعارك ضد اليمنيين لاحتلال بلادهم، وكانت ترى الانتصار الحقيقي هو وصول حسن إيرلو اليمن وسيحسم المعارك لصالحها في غضون أيام..
كانت تفكر فقط كيف يصل إيرلو اليمن وما دون ذلك لا شيء، كانت ترى المعركة الحقيقية هي وصول ضابطها إلى صنعاء لقيادة أتباعه وتوجيههم كما تراه مناسباً لها في حسم المعركة لصالحها مهما كلف الثمن.
إذا كانت إيران ترى بأنه من السهل دخول وخروج إيرلو من وإلى اليمن خلسة فلماذا توسلت العرب في السماح له بالمغادرة ولماذا عجزت عن إخراجه خلسة كما أدخلته خلسة..؟؟!!.
إذا كان إيرلو ليس مهماً بالنسبة لإيران فلماذا اضطرت إلى ترجّي العرب في السماح له بالمغادرة بعد أن كانت أدخلته إلى اليمن بطريقه غير شرعية ولقيادة المعارك ضد العرب الذين ترجتهم بالسماح له بالمغادرة؟؟!..
لماذا عندما قررت إيران إرسال إيرلو إلى اليمن كانت تفكر كيف سيصل ولم تفكر كيف سيخرج في حال اضطرت أو اضطر هو للخروج..؟؟!!.
كل هذه الأسئلة لا إجابة لها سوى أن إيران كانت تعتقد أن لا مشكلة أمامها تمنعها من السيطرة على كل اليمن واحتلاله براً وبحراً وجواً غير وصول إيرلو إلى صنعاء وما دون ذلك لا تراه بشيء، فهي كانت تعتقد بأنه سيحسم المعارك خلال أسابيع أو أشهر فقط وسيصبح اليمن تحت عباءتها.
لو لا اعتقاد إيران بأن إيرلو سيحسم المعارك لصالحها خلال أسابيع أو أشهر وسيفتح المجال الجوي اليمني على مصراعيه أمام رحلاتها الجوية، لما أرسلته إلى اليمن.. ولو خطر ببالها بأنها ستترجى السعودية في السماح له بالمغادرة ربما تراجعت عن قرار إرساله.
لكن كانت إيران تعتقد بأن ضابطها حسن إيرلو سيحسم المعارك لصالحها خلال فترة وجيزة وسيقود أتباعها إلى السيطرة على الكل اليمن في غضون أسابيع أو أشهر وسيتم الاعتراف بهم بعد سيطرتهم على كل شيء، وسيصبح الطريق سالك أمامها جواً وبحراً وسيعود إيرلو متى ما شاء ومن أي باب شاء ومفاتيح بر وبحر وأجواء اليمن بيده، وقرار من يدخلها ومن يخرج منها هو من يملكه فيأذن لمن يشاء ويمنع من يشاء.
وهكذا غادر المحتل الفارسي الذي كان يظهر في صنعاء يترأس اجتماعات اتباعه بصفته حاكم فعلي لهم وقائد لقوات الاحتلالي الفارسي لليمن، وليس سفير كما تزعم إيران ويزعم أتباعها.. لكن إرادة مأرب وأبناء اليمن والعرب بتأييد من الله جعلت ذلك المحتل الفارسي يغادر صغيراً ذليلاً مهانا تحت رحمة العرب وقرارهم، بعد أن كان يظهر في هيئة حاكم أو ملك في صنعاء، غادر ذليلاً حقيراً رخيصا.. ولا ننسى بأنه هو الذي أرسلته بلاده خلسة لاحتلال بلادنا.. هانت بلاده وأهانته.. توسلت العرب الذين تريد احتلال بلادهم واستجدتهم للسماح لعدوهم بمغادرة أرضهم بعد أن كانت تريد بالمكر والخديعة والأحقاد احتلال بلادهم والهيمنة عليها، وأوغلت ولا تزال توغل في سفك دمائهم بحربها المباشرة وغير المباشرة بأسلحتها ومليشياتها وأتباعها في المنطقة العربية كمليشيا الحوثي ومن على شاكلتها من مليشيات في البلدان العربية.
