بقلم /الشيخ علوي الباشا بن زبع، عضو مجلس الشورى، وعضو البرلمان العربي وأحد أبرز مشائخ قبيلة الجدعان
في الذكرى الاولى لاستشهاد العميد. منصور بن عبدالله العطية قائد شرطة المنشآت وحماية الشخصيات بمحافظة الجوف، والذي غادرنا إلى رحاب الخلد إن شاء الله شهيداً مجيدا في الـ15/يناير/ 2022 م وفي موكباً مهيباً ملتحقاً بقوافل الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم رخيصة مستبسلة للدفاع عن الأرض والعرض والثورة والجمهورية في مواجهة المليشيات الحوثية التي وزعت الموت والفقر والتهجير القسري في كل مكان في ربوع الوطن العزيز، وبهذه الذكرى العزيزة نترحم على فقيدنا الكبير وسائر شهداء المعركة الوطنية في مواجهة الزحف الحوثي الغاشم والمد الايراني العدواني اللذان ابتلي بهما يمن الإيمان والحكمة.
حين نتذكر هذا البطل المقدام نتذكر همة الرجال الكبار الذين يطلبون الموت ليوهبوا الحياة لغيرهم غير مبالين بالحياة الدنيا دفاعاً عن وطن يضيع وشعب يتضور جوعاً وهذه البطولة في أسمى معانيها والشرف العسكري في أعلى درجاته.
نحن هنا أمام نموذج يستلهم تضحيات الرواد الأوائل الذين فجروا الثورة اليمنية وارسو الحكم الجمهوري من الضباط الشباب الذين لم يدافعون عن مهام وحداتهم فقط بل شرقوا وغربوا وذهبوا شمالاً وجنوباً ليقولوا للمعتدي نحن أمامك أينما تكون وإن خسرنا جبهة فجبهاتنا الوطن الكبير حتى اخر طلقة و اخر قطرة دم، وهكذا كان العميد العطية الذي قاتل في مختلف الجبهات الممتدة في الجوف ومأرب وغيرها، و أرسى وأعاد التذكير بمسيرة استشهاد القادة الأوائل ومنهم الشهيد المقدم علي عبدالمغني والشهيد الفريق الركن/عبدالرب الشدادي الذين استشهدوا في صرواح مديرية البطولة والجمهورية، فهذا الشهيد القائد الذي نستذكر رحيله المفجع اليوم، لقي ربه على خطاهم مجيدا لم يكتفي بالقتال في نطاق مهمته العسكرية الأمنية بمحافظة الجوف بل ذهب مقاتلاً بجنوده ورجاله إلى مأرب في عدة جبهات، وليترجل الفارس عن جواده هناك عابراً للحدود الإدراية والمهام العسكرية فتحية له ولأمثاله من الشهداء الأبرار ورحمهم الله جميعاً بواسع رحمته وادخلهم فسيح جناته.
والنصر والتوفيق للمرابطين في ميادين الشرف والبطولة من الجيش والأمن والمقاومة الشعبية والقبائل اليمنية في كل جبهات الدفاع عن دولة ضامنة ووطن للجميع.