بقلم / عايدة عبدالله /ناشطة مأربية
تلك الخرق السوداء التي تغطي المرأة اليمنية
لا علاقة له بهويتنا وتراثنا. إنه غزو وثيق فمن خلاله تم تهميش النساء ، وطمس هويتهن ، وانتهاك حقوقهن ، وتقييد حركتهن ، وتقييد أصواتهن ووجودهن ، وبذلك أصبحوا بشرًا لا يمكن رؤيتهم إلا حيثما تتطلبهم مصلحة المجتمع الذكوري
من المعروف أن لكل بلد ومجتمع ملابسه وألوانه وزخارفه وأقمشةه التي تثري الحياة.
كانت الملابس النسائية الشعبية في اليمن
يمثل نموذجًا خاصًا ومتميزًا يشير إلى النقاء والبساطة والحياة.يظهر جمال وكرامة المرأة
حتى فرضت العبايات السوداء التي جاءت فكرتها نتيجة أفكار دخيلة بلورت الحشمة واستبدلت الزي الجميل بإطلالة رائعة بقطعة قماش سوداء لا تعبر إلا عن الحزن والظلام.
أن فطرة المرأة اليمنية هي الحياء والحشمة ، وستجدها تتجول في القرية مرتدية زناتها الأخضر أو الأصفر. يمر الجار ، يحييها ، ويتحدثون دون مرض في ذهن أحدهم. تسامر مع زوجها وهي ترتدي تلك الملابس التي تتميز بألوانها الفاتنة والمشرقة.
ويختلط الجيران ، رجال ونساء ، في ديوان واحد ، يخزنون يشيشون ويسردون ذكرياتهم ومحادثاتهم دون تلك النظرة السلبية التي ظهرت اليوم.
وحتى الآن ، لا تزال المرأة في الريف اليمني تحافظ على هذا التراث ، الذي تظهره بأناقة وحشمة.
هذه هي هويتنا المعروفة وعاداتنا وتقاليدنا المحترمة كرجال ونساء يمنيين نعرفها من آبائنا وأجدادنا. من كان يروي لنا قصصهم ومشاعرهم ومعاملتهم.التي كانت تعكس مشاعر أصحابها الصادقة الاصيلة.
أما الأقمشة السوداء فقد حولت المجتمع النقي إلى مجتمع آخر تثير شهوته العباءة بمجرد رؤيتها. فالتطرف الذي فرضوه شوه المجتمع ، بل جعلهم قطيعاً ، وغير النظرة النقية والمعاملات العفوية
ونقل صورة قاتمة عن المرأة تبدأ بفرض العباءة السوداء على جسدها ابتداء من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالظروف التي وصلت إليها البلاد نتيجة التعبئة الخاطئة والأفكار الملوثة.
لماذا تسخرون أيها الفلاسفة
لباسنا وتراثنا جميلان ،و الحياة فن وألوان
، لكن السواد ما هو إلا موت.
فمنذ بداية هذا العصر من السواد الذي أثر على اليمن في جميع مناحي الحياة.