بقلم د. عبدالناصر عبدالرحمن سودان
على المستوى الشخصي يحاول كلا منا أن يبدو بمظهر لائق أمام الآخرين وأن يترك انطباعاً طيبًا لديهم مستخدماً في ذلك كل الوسائل الممكنة سواء في طريقة الملبس أو الحديث أو وصف مهاراته وخبراته المتميزة، هذا السلوك يأتي لترك صورة ذهنية وانطباع طيب لدى الآخرين. وكما يحرص الأفراد على ترك انطباع حسن عنهم بالمثل تحرص المنظمات على اختلاف تصنيفاتها على ذلك وهذا ما يمسى (بإدارة الانطباع) لتحسين صورتها الذهنية.
لأي منا أن يتخيل ما المعلومة التي قد تصل إلى ذهنه عندما يشاهد علامة تجارية لشركة تويوتا أو آبل أو ميكروسوفت، أو حتى يسمع اسم أحد هذه الشركات، بالتأكيد أن ما يدركه الفرد هي معلومات إيجابية تتعلق بالكفاءة وقوة المنتج والأمانة، مع العلم أن هذه المنظمات تنفق الكثير لتحسين صورتها الذهنية وللوصول إلى هذه المرحلة من الإدراك الذهني لسمعتها الحسنة ولا تتوانى للدفاع عن هذه السمعة، نعم هي السمعة الطيبة التي يبحث عنها الكل.
على غرار ما سبق فجامعة إقليم سبأ تسعى إلى بناء وخلق سمعة طيبة ليس على المستوى المحلي فقط فكانت رؤية الجامعة (التميز على المستوى المحلي والإقليمي) ورسالتها (إعداد كوادر مؤهلة) وبناء على الرؤية المستقبلية، وسبب وجود الجامعة، وعلى مدار سبع سنوات هناك المئات من أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية من منسوبي الجامعة الذين يعملون بجهد لتقديم الخدمة التعليمية الأفضل للعدد المتزايد من الطلبة سنوياً الذي وصل إلى 16000 ألف طالب وطالبة خلال هذا العام؛ وبما أننا بشر فقد نخطئ ولكننا نجتهد في الصواب ما استطعنا، وبما أن الإمكانيات محدودة فالقصور قد يكون وارد.
دعونا يا سادة نعود إلى الوراء قبل بناء الجامعة والسؤال موجه لأبناء محافظة مأرب على وجه الخصوص كم كانت حجم معاناتنا والتكاليف التي يتحملها الفرد منا للدراسة في داخل اليمن أو خارجه؟ هذا على الجانب البعيد من الطيف، أما على الجانب القريب من الطيف المضيء- وحتى أكون دقيق في كلامي- فإن حديثي عن كلية العلوم الإدارية والمالية- جامعة إقليم سبأ- التي أشرف عليها- حيث وصل عدد الخريجين منها إلى 607 خريج وخريجة على ثلاث دفعات، وجزء كبير منهم يعملون الأن في دوائر حكومية، وبنوك، ومستشفيات عامة وخاصة، ومولات، وشركات، ومحلات صرافة، وفنادق، ومتاجر الجملة، وفي الجيش والأمن، منهم المدير، والمحاسب، والمدير المالي، ومندوب المبيعات، وهناك من اتجه إلى التدريب في مجال الموارد البشرية، وإدارة التسويق، وإدارة المشاريع.
وعند التفكير في ما سبق فما الإجابة التي قد تتبادر إلى ذهن امرئ حسبه من نفسه أن يخضع الأمور إلى العقل والمنطق عندما تطرح بعض الأسئلة منها: ما دور الجامعة في تأهيل هذه الأعداد؟ وما دور منسوبي الجامعة بلا استثناء من الرئيس إلى عامل النظافة في هذا التأهيل؟ ومن ثم إلا يتم التحقق من الافتراض (الخطاء الذي حصل) قبل اثباته بدون دليل على صفحات الفيس في مقابل تلك المجهودات؟ وصولاً إلى إدراك من (ينقل) منشور مسيء على صفحات التواصل الاجتماعي أنه يهز سمعة جهة تساهم في بناء البشر فما تأثير ذلك على مستقبل من تسعى هذه الجهة إلى تأهيله؟.
قد يقول قائل وماذا عن المادة التي ذكر أنها (مقرر أي منهج يدرس في مستوى رابع) ألم يكن الأحرى بالطالب الذي لم يرى هذا المنكر إلا بعد أربع سنوات تعليم ودراسة أن يتحقق من الموضوع ويطلب توضيح من أستاذه أو رئيس قسمه قبل أن ينشر، وذلك من منطلق رد الجميل
وعلى مسار (من علمني حرفاً صُنت له عهداً)
وهل هذا من المروءة!
ومن ثم يأتي نفس كاتب المنشور ليرد على نفسه في منشور آخر قائلاً (ما حدث خطاء غير مقصود وأنه تكليف ويواصل حديثة عن التسيس ومرضى النفوس وتشويه الجامعة). إذن كم نحتاج من منشورات تشوه الجامعة على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل البعض حتى يصل إلى حقيقة أن غيره هو من يحاول (تشويه الجامعة)؟ بالله عليكم هل هذا منطق! أما بيان كلية الآداب فقد نفى تدريس هذه الرواية مؤكداً على مقاضاة من تسبب في الإساءة والتشهير.
يترتب على ما سبق إننا قد لا نستطيع فهم جميع الدوافع من وراء هذه الكتابات لأن وسائل التواصل الاجتماعي اتاحت حرية الكتابة بدون وعي أو رقابة أو ضمير؛ والبعض قد يتصور أنه يحقق حرباً على فساد متجاوزاً مبادئ الحكم الرشيد (الشفافية، والمساءلة، والاستجابة) التي تعطي الحق للمواطن في الحصول على المعلومة، والخدمة، ومساءلة صانع القرار، إلى مرحلة التشويه، وإلى مرحلة الضر أكبر من النفع، وإلى مرحلة هدم الصورة الذهنية للكل أمام الكل، إلا أننا نفهم أن هناك من يسعى جاهداً لتقديم الخدمة التعليمية لمأرب وأهلها وساكنيها وصنع السمعة الطيبة لخلق الصورة الذهنية الأفضل لجامعة إقليم سبأ. فساعدونا على بناء الصورة الذهنية الأفضل للجامعة.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك / عميد كلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة أقليم سبأ