كتب محمد سلطان
في #يوم_الأغنية_اليمنية
في البداية ، لا أستمع إلى الأغاني كثيرًا ، إلا إذا كنت مسافرًا
و لم أستمع كثيراً للموسيقى ، ولم أجد وقت في ذلك الوقت ، لأني فضلت الروحانيات والذكر. مع مرور الأيام ، أصبح من الطبيعي بالنسبة لي أنني أستمع إلى الموسيقى.
لكنني أحببت المشاركة في يوم الأغنية اليمنية بتجربتي الخاصة ، بصراحة تامة ، بعيدًا عن المثالية
في البداية كنت قارئًا لمجلات ثقافية عربية في عام 2004 وحواليه ، ولم أحب سماع الأغاني اليمنية ، وكنت أنظر إلى معظم الفنانين اليمنيين.
إنهم يجهلون الموسيقى والسلم الموسيقي
وكل أغانيهم مجرد تقليد ، لعلمي بالمؤلفات السمفونية والتقسيمات الموسيقية من خلال قراءتي ومتابعة البرامج الإذاعية ومنها إذاعة صوت العرب ، وكنت أستمع لفريد الأطرش والعندليب. ، كوكب الشرق ، إلخ ، وأعرف جميع أغانيهم تقريبًا ، إلى جانب معرفة الشعراء وقصة كل أغنية. هذا كله من خلال القراءة. أما الاستماع ليلا في تلك الفترة ، كنا معجبين بكاظم الساهر ، ودققنا في تفاصيل العزف.
والصباح كنا نستمع لفيروز ونعتبر أن الصباح الذي لانستمع فيه لفيروز يعتبر خيانة للصباح ونعرف الألقاب الفنية وكنت لااحب الفنانين اليمنيين
وصاحبت القاضي محمد سالم الحريبي وكنت جليسا له وفي السفريات في السيارة كان يستمع للفنانين اليمنيين مثل السيندار والحارثي..الخ وبدأ يشرح لي إيقاع وذوق العود الصنعاني والأغنية الصنعانية فكأني بدأت أتقبلهم،واستمع لهم
وبعدها كنت مجالسا للوالد مدير المديرية آنذاك عبدالخالق النوعة وكان من محبي أيوب طارش فكان في سفرياته لايكاد يفارقه وكنت استمع معه وتقبلت أيوب طارش وكان مع المدير كتاب [[الظمأ العاطفي وألحان أيوب]] فقرأت الكتاب كاملا واشتريت دوايين شعر للشاعر علي عبدالرحمن جحاف صاحب أغنية مطر مطر والظبا بينه واخذت كتاب غنائيات للدكتور عباس الديلمي وتوسعت واهدى لي الأستاذ شوقي شملان كتاب شعر عبدالله هادي سبيت وكان كتابه في شرح للألحان والدور
فتقبلت وفهمت الاغنية اليمنية وفهمت الغث والسمين وبعد أن انتقلت لخولان وفي بني ضبيان بعد أن تزوجت من هناك وكنت افهم الفن العالمي والعربي واليمني متذوقا ومدركا
كانوا في بني ضبيان يستمعوا لأغاني الفنان #أبوعسكر وأول اغنية سمعتها اغنية يابعيد الدار أرسلتها لي زوجتي وذلك بعد غياب ستة اشهر حيث كانت في حجة وانا في بني ضبيان بخولان
استمعت لهذا الجزء من الأغنية المرفقة بالفيديو وألفيتها أغنية جميلة وهي معروفة للفنان القدير/ أبو عسكر، ومن يومها توجهت بإصغاء وجداني خاص لإستماع الكثير من اغانية بحب وإعجاب.
ورأيت أنه قد ظلم كثيرا وكثيرا لم يكتب عنه فبرغم أني اعرف أخبار العازفين بالأوكسترا
وبيلغ حمدي إلى المغرب والشام والخليج وهذا الفنان موجود في اليمن ولا أحد يعرفه
وأكيد أن هناك الكثير منكم يسمع به الآن أول مرة
وبدأت أبحث عن مسيرته وه تأملت في مسيرته بشكل عام، وجدتها مسيرة كبيرة وحافلة بالكثير من النجاحات, علاقته الفنية بدأت من الانشاد المدرسي، ثم تعلم العزف الذي عانى الكثير بسببه نتيجة ملاحقات والده في سبيل صده عن هذا النهج – بحكم العادات والتقاليد التي لا تخفى على أحد – قبل أن يشفع له لدى والده الشيخ الراحل علي القبلي نمران وطلب منه السماح له بالمواصلة في هذا المجال وهو ما كان.
تطور أبو عسكر بشكل سريع وفرض اسمه في الساحة الفنية في غضون سنوات قليلة جداً، ويمكن القول إن مطلع التسعينات كانت هي الإنطلاقة الحقيقية لمسيرته الفنية.
أبو عسكر غنى لكل شيء؛ الوطن، الغزل، المجتمع، المطر، الغيم، البادية السيارات, وكل ما يستدعي الغناء من بقية الأغراض والمواضيع.
الفنان الغنائي حسين أبوعسكر غنى للصحراء.. لرمالها ونجومها وقمرها.. غنى لحرارة طقسها وساعات برودها.. غنى للصحراء الجدب.. للأرض.. للإنسان، حتى اصبح ونيساً ونديماً لكل من يريد عبور الصحراء سواء على ضوء القمر أو ضوء النجوم.
أبو عسكر انسان استطاع من خلال انتقائه الكلمة المعبرة ان يحصد جماهيره سواء على مستوى الوطن أو الخليج..المعروف في مأرب والذي كانت تنشر جميع الأعمال الفنية لأبو عسكر من خلاله، أن أكثر ما يدهشه في أبو عسكر هي غزارته في الإنتاج الفني إذ كان يتفاجئ به وقد قام بتسجيل جلستين خلال اليوم الواحد واحيانا ثلاث وقد تصل إلى أربع جلسات في ظرف 24 ساعة فقط. أما عن تقديره لعدد الجلسات التي تتوفر لديه فيقول أنها تصل قرابة 4000 جلسة، وهو بلى شك إرث كبير وضخم .
وعن جانب مهم من حياة أبو عسكر، يؤكد إبراهيم العسكري على أنه فنان غير ربحي ولا يهتم إطلاقاً للأمور المادية، يكتفي بمحبة الناس وأي مبلغ رمزي قد يحصل عليه من الشاعر فقط، ولم يسبق له أن طالبهم أو أخذ منهم ريال واحد مقابل أي جلسة يقوم بتسليمها لهم رغم أن نسخ أعماله تحقق عمليات بيع عالية جداً، ولا ينفك عن الإشادة بحسن تعامله وبساطته وتواضعه وحسه الفكاهي وهي سمات أصيلة من شخصيته بالنسبة لكل من عرفه عن قرب.
أما جماهيرية الفنان أبو عسكر فقد شهدت إنتشار وتوسع كبير جداً وامتدت على حيز واسع من المناطق اليمنية وصولاً إلى بلدان الخليج العربي، وهذا الانتشار ربما لم يحظى به أي فنان شعبي آخر من مأرب والمناطق الشرقية بشكل عام باستثناء حسن البصير ومحمد حسين الشاطري وأحمد عمر العوذلي، مع مراعاة تفاوت النسب!
أحيى فناننا الكبير الكثير من الحفلات داخل اليمن وخارجه، خصوصاً في دول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات.
ما قدمه أبو عسكر يضعه في قائمة أبرز الفنانين الشعبيين في اليمن خلال آخر 30 سنة، وعند النظر لكل ما فعله طوال مسيرته فهو أمر مثير للاعجاب والتقدير ولا تملك إلا أن تصفق له بكل حراراة.
ما يحسب لأبو عسكر، هي جرأته الفنية، فقد أعاد تأدية أغاني صعبة لفانين عرب أو الغناء على ألحانها, عندما تستمع إليه تندهش لإتقانه تأدية تلك الأغاني أو الألحان، وتكتشف أن الجرأة التي تملكته مصدرها ثقته بنفسه وإمكانياته وقدراته الفنية.
الغناء للصراعات القبلية قد يحسب على الجانب السلبي في مسيرة أي فنان، وبالنظر إلى أن مجموعة كبيرة من الفنانين الشعبيين انخرطوا في هذا المجال، فأبو عسكر لم يكن استثناء غير أن ما يلفت النظر هو مسافة الحياد التي يتخذها من الجميع وبنفس الالتزام، حتى ولو كان الأمر يتعلق بالمجتمع الذي ينتمي إليه!
والفنان أبوعسكر بحاجة للمزيد من الرعاية والاهتمام، ومتى ما توفرت الظروف المناسبة فهو يستحق تكريم رسمي وشعبي كرمز إيقوني للأغنية الشعبية في مأرب والصحراء .
هذه شذرات من تجربتي مع الموسيقى
من صفحة الكاتب على فيسبوك