سلطان الروساء
في كل مره أجد نفسي محبط وممزق داخليــًا ومكتئب أيضــًا من هذه الحرب وقساوتها ومشاهدها لدرجة أنني أشعر أن شيء ما في داخلي يقول لا جدوى من الحرب، لكن في لحظة أشاهد جرائم الحوثي وحربه وتصعيده وتتغير عندي المفاهيم بشكل كبير ، هذه السلالة لا تريد إلا غبار الموت وعجعجة الصراخ وطحين الجماجم
هولاء السفلة لا يتقنون الا دمار الأوطان
لا يمكن أن يستوعبوا شيء اسمه السلام
لا يمكن أن يرضوا أن يتوقف النزيف اليمني
هولاء نهضو على جماجم الأطفال والنساء ونشأو عليها ولن يتغيروا حتى يتغير لون الغراب من الأسود إلى الأبيض
لا نكذب على أنفسنا لايمكن ان يقبل الحوثي السلام الذي نبحث عنه بالكشافة كمن يبحث عن ضائعة في ظلام دامس
لايمكن أن يقبلو بالسلام إلا أن تعرضوا لخسائر فادحة وهزيمة نكراء سيقبلو برأس منخفض تحت الأقدام
لكن الآن تتحدث البنادق ويتخلط البارود وتزدحم المتارس من الفرسان ويراق الدم
ويخنق غبار المعركة مقاتلينا ويهبو إلى الموت بنفس طيبة وتواقة إلى ملاقة الأعداء
وأعدكم مهما كانت الظروف والمعطيات ومهما تأخر الوقت ومهما كان حجم التضحيات ونزيف الدم
لكن أعدكم أنكم ستقطفون ثمار هذه الحرب هذه التضحيات هذه الآلام الأوجاع وسيأتي النصر ويوم الزحف العسكري نحو صنعاء وسندخلها
وسنرقص حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وسنشعل الشموع وننثر الورود في الشوارع وقمم الجبال وأمام بيوت الشهداء
وسنقبل رؤوس أمهات الشهداء ونهدي النصر لزوجاتهم وحبيباتنا وأخواتنا وكل من يعز علينا
أكتب لكم الآن ونحن على أحد الأطقم في مسرى ليل إلى إحدى الجبهات الغربية بمحافظة مأرب وعلى حدود الجوف والتي تدور فيها أعنف المعارك والاشتباكات الآن
أكتب أخر الأسطر بعجل وتتخبط حروفي من مطبات السيارة في طريقنا إلى الميدان وسنأتي بالنصر أو نهلك دونة
ستكون البلاد بخير ومنصورة بإذن الله وسيأتي السلام حينها عنوة برايات نصر بيضاء وضحكات أطفال وبكاء احتفال