الشيخ ناصر بن علي بن عوشان العبيدي، أحد كبار شيوخ قبائل عبيدة بمحافظة مأرب، على الرغم من تقدمه في السن واستشهاد 2 من أبنائه في معركة الدفاع عن الوطن إلا أنه لم يعذر نفسه في التخلي عن جبهات القتال والاكتفاء بدعمها وترتيب صفوف المقاتلين، فهو لا يزال يتقدم الصفوف في ميادين الشرف والبطولة في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية شرقي محافظة الجوف.
الشيخ بن عوشان ليس وحده من كبار السن من أبناء مأرب الذين يتقدمون الصفوف في مواجهة مليشيا الانقلابية، فإلى جانبه الكثير من أبناء المحافظة يرابطون في مختلف الجبهات وينكلون بالمليشيا الانقلابية.
ولم يكن تقدم كبار السن في محافظة مأرب الصفوف إلى جانب الشباب ومشاركتهم القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، مجرد صدفة أو استعراض أو مادة إعلامية، وإنما من دافع شخصي قوي ومن ضمائر حية تدرك واجبها تجاه وترفض الضيم والخضوع والانقياد إلا لله سبحانه وتعالى وتدرك واجبها تجاه وطنها وخطورة سيطرة المليشيا الانقلابية.
ويكشف كبار السن في محافظة مأرب الذين يسابقون الشباب في مواجهة مليشيا الحوثي، حجم الوعي المجتمعي بحب الوطن ووجوب الدفاع عنه وجريمة التخلي عنه، وقد برهنوا إيمانهم بوطنهم وقضيتهم على أرض الواقع، وجعلوا من مأرب الصخرة التي تحطمت عليها أحلام أحفاد الإمامة.
وللعديد من كبار السن من محافظة مأرب باع طويل في النضال وسجل حافل بالتضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، من قبل أن يقوموا بتأسيس مطارح نخلا والسحيل، والعديد منهم إما شهيداً أو جريحاً أو والد شهداء.
الشيخ ناصر بن علي بن عوشان في العام 2013م دعا أبناء ومشائخ قبائله عبيدة إلى مواجهة المخربين وقطاع الطرق وحماية المسافرين وأهدر دم كل من يقوم بقطع الطريق أو استهداف المصالح العامة.
وبعد انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة في سبتمبر 2014م، شارك في تأسيس مطارح نخلا والسحيل.
وبعد سيطرة مليشيا الحوثي الاخيرة على مركز محافظة الجوف، مطلع العام الجاري، قام بتأسيس أكبر مطرح قبلي في جبال العلم بين محافظتي مأرب والجوف، واستطاع أن يعيد ترتيب الصفوف ويوحد التنسيق بين القبائل والجيش حتى أصبحت تلك المطارح منطلقاً للعمليات العسكرية للجيش والقبائل، واستطاع من خلال تلك المطارح كسر الزحف الحوثي ومنعه من الاستمرار في التقدم باتجاه ما تبقى من مناطق الجوف ومناطق شمال مأرب، واستعادة العديد من المناطق التي كانت قد وقعت تحت سيطرته.
قدّم اثنان من أبنائه شهداء في معركة الدفاع عن الوطن ومواجهة انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية، ولم يمنعه ذلك من الاستمرار في تقدم الصفوف والمشاركة في القتال أو الاكتفاء بمشاركة من تبقى من أبنائه.
وعنه وعن أمثاله يقول الصحفي عبدالاله البوري: “القابضون على الجمر والبندقية، أحفاد المجد والحضارة، بكم تعود الصحاري مروجا خضراء، بكم يكون النصر بإذن الله، الشيخ ناصر بن عوشان متربعا على مترسه، وذلك القائد والبطل والد شهيدين… نمران و شاجع … إنها مأرب عاصمة القوة والبأس والشديد“.