كشف الصحفي اليمني المحرر، هيثم الشهاب، عن تقديم منظمات دولية دعم سخي لمليشيا الانقلابية لبناء السجون وشراء الأقفال للزنازين.
وفي مقال له تابعه “أخبار مأرب” قال الشهاب إن في سجن الأمن المركزي بصنعاء، قدمت المنظمات مبالغ باهظة لبناء سجن مكون من بدروم وطابقين، ويضم أكثر من 60 زنزانة، وكل زنزانة تحتوي ما بين70-130شخصا.
وأضاف الشهاب أن الحوثي وبعد حصوله على الدعم الكافي لتوفير مواد البناء من المنظمات الدولية، استغل السجناء كأيادي عاملة مجانية وأخرجهم للعمل في البناء والتلحيم والرنج، والتلييس، والكهرباء والسباكة.
وأوضح الصحفي الشهاب، أن المنظمات تقدم للحوثي منظفات وأقفال للأبواب، وقطارات ماء، وبطانيات، وعلاجات، وبجامات ،ومكانس، مشيراً أن كلها تذهب إما مجهودا حربيا كالبجايم والعلاجات، ومنها ما تباع في الأسواق كالبطانيات والمنظفات، أما المكانس تتطاير شظاياه ضربا وعنفا على أجساد السجناء المقهورين، حدث لنا في سجون الثورة وهبرة والآمن السياسي.
وأكد الشهاب بأن زواراً من الصليب الأحمر الدولي في احدى المرات زاروا السجن خلال زيارة استمرت لساعات ولم يقابلوا السجناء والمختطفين، مؤكداً أن الهدف من الزيارة هو تريم أبواب وأقفال الزنازين، وتمويل الحوثي بمادة الديزل بحجة توفير كهرباء للسجن الذي يغرق في ظلام دامس.
وأشار الشهاب إلى أنه سيواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي انشغلت بإصلاح أقفال الزنازين، ولم تقم بواجبها تجاهه كصحفي وزملائه الصحفيين وقد تعرضوا للاختطاف والإخفاء القسري ومنعوا من التواصل مع أهاليهم لأشهر، ومن صميم عملها البحث عنهم كمختطفين في ظل الحرب، وتقديم الرعاية الطبية لهم كضحايا، لكنهم لم نجدوا ذلك طيلة خمس سنوات ونصف.
ودعا المعنيين في الصليب الاحمر الدولي بصنعاء، إلى زيارة الصحفي المختطف توفيق المنصوري، وتقديم العلاج لأكرم الوليدي، وإدخال نظارة طبية تعيد النظر للصحفي المختطف “حارث حميد” وتقديم كبسولات توقف نزيف معدة للصحفي المختطف “عبد الخالق عمران” وزيارة كافة المختطفين، مذكراً إياهم بأن هذه مهامهم وليس ترميم السجون وتقديم الرعاية للسجان.
المقال كاملاً كما نشره الصحفي هيثم الشهاب:
نظارة حارث أم أقفال الزنانزين؟
سمعنا عن الصليب الأحمر لكننا لم نراه أو نلتقي به يوم إضرابنا وضربنا، راينا ظلاما دامسا ذات نهار استمر لساعات ،وضجيج أقدام قالوا أنها لزوار تابعين للصليب يتفقدون أقفالا أصبحت غير قابلة للاستخدام تعهدوا بتغييرها، وأدخلهم الحوثي في هذا الظلام ليتباكى أمامهم من استنفاد مادة الديزل.
يشغل بالي أمر مزعج للغاية، أفكر في وضع شاذ صدمني وأنا خلف القضبان، ما الذي حدث كي تقدم المنظمات الدولية واجب الطاعة وتحاول إثبات الحب والولاء للحوثي.
لست هنا في معرض اطلاق أحكام ولا تلفيق تهم جزافا، أنا أعي ما أقول!
تقدم المنظمات للحوثي منظفات وأقفال للأبواب، وقطارات ماء، وبطانيات، وعلاجات، وبجامات ،ومكانس.
كلها تذهب إما مجهودا حربيا كالبجايم والعلاجات، ومنها ما تباع في الأسواق كالبطانيات والمنظفات ،أما المكانس تتطاير شظاياه ضربا وعنفا على أجساد السجناء المقهورين، حدث لنا في سجون الثورة وهبرة والآمن السياسي.
سمعنا عن الصليب الأحمر لكننا لم نراه أو نلتقي به يوم إضرابنا وضربنا، راينا ظلاما دامسا ذات نهار استمر لساعات ،وضجيج أقدام قالوا أنها لزوار تابعين للصليب يتفقدون أقفالا أصبحت غير قابلة للاستخدام تعهدوا بتغييرها، وأدخلهم الحوثي في هذا الظلام ليتباكى أمامهم من استنفاد مادة الديزل.
في سجن الآمن المركزي قدمت المنظمات مبالغ باهظة لبناء سجن مكون من أكثر من ثلاثة دور(بدروم،وطابقين)فيه أكثر من 60زنزانة ،الزنزانة الواحدة فيها مابين70-130شخصا.
أستغل الحوثي طاقات وطفش السجناء من البقاء في زنازن مغلقة ،فأخرجهم للعمل والبناء والتلحيم والرنج،والتلييس والكهرباء والسباكه كلها عليهم.
قال لي واحدا منهم “نحن مغفلون نبني سجونا ،ويدخلونا فيها” تمل الجدران من البرامج الفوضوية، والإزعاجات المقصودة بدواعي التعبئة والإقناع، فيما الإنسان فيها مخدرا صار أبكما ربما من صخب السماعات المنصوبة على جدار كل عنبر.
سأعود إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنا صحفي وزملائي تعرضنا للاختطاف والإخفاء القسري ومنعنا من التواصل مع أهالينا لأشهر معدودة، وقبل أن يتم اختطافنا كنا على إطلاع بمهام اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن صميم عملها البحث عنا كمختطفين في ظل الحرب، وتمكيننا من التواصل بأسرنا، هذه المهام لم نجدها، تفاجأت بأن الصليب الأحمر انشغل بإصلاح أقفال الزنازين!! هل تغيرت مهام اللجنة الدولية يا ترى؟!
أنا أتساءل حقا..
وسؤالي لا يزال مفتوحا، لأنني كنت قبل اختطافي ايضا قد قرأت أن من مهام الصليب الأحمر تقديم الرعاية الطبية للضحايا، لكننا لم نجدها طيلة خمس سنوات ونصف، لقد خرجنا من العذاب ولم تخرج الأسئلة من رؤوسنا: لماذا لا تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة زملائنا وبقية المختطفين؟!
اذكر المعنيين في الصليب في صنعاء، زيارة توفيق المنصوري وتقديم علاج لأكرم الوليدي وإدخال نظارة طبية تعيد النظر لحارث حميد وتقديم كبسولات توقف نزيف معدة عبد الخالق عمران وزيارة كافة المختطفين هذه مهامكم فقط، لا تصدقوا أنكم جئتم لترميم السجون وتقديم الرعاية للسجان!
مهمتكم رعاية الضحية لا الجلاد .. الضحية فقط.