الثلاثاء, يناير 26, 2021
أخبار مأرب
  • الرئيسية
  • الأخبار المحلية
  • أخبار الوطن
  • تقارير وحوارات
  • كتابات وآراء
  • ثقافة وتاريخ
  • الارض والمناخ
No Result
View All Result
أخبار مأرب

صلاة في مأرب

ديسمبر 25, 2020
Tags: محمد جميح
شارك على فيسبوكغرد في تويترارسال لواتسابمشاركة

شعور بالسكينة التامة والهدوء العميق، عندما تنغرس في كثيب صغير من الكثبان المتقدمة للربع الخالي، في مأرب، بلاد السبئيين، حيث شلالات الرمال تملأ سكون الليل، وجنبات السماء تتثعب ظلاماً بارداً يملأ الروح لذة وأنساً.
يكون الظلام أليفاً والصحراء ودودة، عندما يرشها الليل برذاذ من الظلمة الناعمة.
على مقربة مني الآن قطيع أغنام تلوك ما تيسّر من العشب، وتذكرني بأيامي الأولى، صبياً راعياً في جنبات الوديان.
على مسافة غير بعيدة مجموعة من الكلاب الشاردة، وعدد من الجنادب تنبعث أصواتها في تناغم عجيب من أشجار الأراك القريبة، ودويبات رملية تتسلق ساقيَّ المغروسين وسط الرمل كأوتاد خيمة الأجداد.
ضوضاء عدد من الأطفال الذين يتوضؤن بالرمال، ويعفرون رؤوسهم بالتراب، في منظر أكثر أناقة من مناظر سكان “لا ديفونس”.

هنا الطبيعة البدوية تلتف بعباءة ليلى العامرية، وهذا مجنون عامر يخرج من بين الخيام، وعلى الكثيب المقابل بدا عنترة العبسي يهدي عبلة قارورة “شانيل” مع غصن من نبتة “الشيح”، في لحظة رومانسية لم يقطعها إلا صهيل حصان امرئ القيس عائداً من رحلة صيد.
هاهم سلفنا الصالح يحفّون بي، ليقولوا إن الكتابة بلون الرمل، وبالظلام المتثعب من جبين السماء لها طعم آخر.
إنني في هذه اللحظة بدوي غجري، لا علاقة له بالشانزليزيه ولا اكسفورد ستريت، وتلك العمارات الشاهقة التي تخنق الروح.
عندما يشرب الإنسان الرمل-طفلاً-فإن البادية تظل تسري في عروقه حتى يسكر بالرمال، ويصبح أسيراً لأصداء الغيلان التي تنسرب من مغارات الجبال البعيدة.
البادية هي من علمني الشعر وناولني الحرف الأول، ولذا تخرج كتاباتي شعثاء كمحبوبة حسان، فرعاء كصاحبة الأعشى، مجنونة ليس فيها فواصل ولا نقاط ولا أي من علامات الترقيم التي تخص أساليب الكتابة الحديثة.
ترى: لماذا نمتلئ بالشعر عندما نأتي إلى هذه “الديرة”؟!
هل لأنها مراتع الصبا، أو لأنها تذكرنا بجدنا الأكبر امرئ القيس بن حجر الكندي؟!
أياً ما تكن الإجابة، فإنني أتعصب للرمل ضد الأسمنت، ولخيام بني عامر ضد ناطحات السحاب، ولمأرب ضد الحي اللاتيني.
والآن، يؤذن المؤذن لصلاة العشاء، يدخل الأذان في عروقي شلالاً من نغم قدسي، وهنا تنتهي الكلمات لتبدأ الصلاة.
وعندما تصلي على الرمل تحس أنك في قلب الكون، وأن محمداً يؤم الصلاة، وأنك فعلاً في حضرة الله.

شارك

  • انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
  • انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)
  • اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)
  • انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)
  • اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)

Related Posts

حملة تويتر

سلاح “الضغط الإنساني”

الحوثي يتهم مشرفيه لتلميع صورته

الحشود المقهورة.. وسيلة الحوثيين لتضليل المجتمع الدولي

تابعنا على

Facebook
Twitter
Telegram
Youtube
Rss

آخر الأخبار

مصرع 7 من عناصر المليشيا وتدمير أسلحة ثقيلة لها بغارات جوية غرب مأرب

المحافظ العرادة يناقش مع رئيسة بعثة الهجرة الدولية الوضع الانساني والاغاثي في مأرب

حملة تويتر

مكتب التربية والتعليم بمأرب ومركز الملك سلمان يُدشنان توزيع الحقائب المدرسية

تدشين مشروع كفالة لألف يتيم بمأرب بدعم سعودي

حملة الكترونية يمنية تطالب بقية دول العالم بتصنيف مليشيا الحوثي جماعة ارهابية

الأكثر قراءة

  • المحافظ العرادة يناقش مع رئيسة بعثة الهجرة الدولية الوضع الانساني والاغاثي في مأرب

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • حملة تويتر

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • مصرع 7 من عناصر المليشيا وتدمير أسلحة ثقيلة لها بغارات جوية غرب مأرب

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • مكتب التربية والتعليم بمأرب ومركز الملك سلمان يُدشنان توزيع الحقائب المدرسية

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0
  • مشهد سحل جثة قشيرة يكفي لإخراس الحوثي وفضح تباكيه على سبيعيان

    0 المشاركات
    شارك 0 Tweet 0

جميع الحقوق محفوظة © لـ أخبار مأرب 2020.

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • الأخبار المحلية
  • أخبار الوطن
  • تقارير وحوارات
  • كتابات وآراء
  • ثقافة وتاريخ
  • الارض والمناخ

جميع الحقوق محفوظة © لـ أخبار مأرب 2020.