قال الكاتب الصحفي حسين الصادر، إن ما قام به محافظ مأرب اللواء سلطان بن العرادة، من مساعدة نقدية وعينية للفئة الأشد فقراً في المحافظة لا يعد عملاً إنسانياً تطوعياً كما يعتقد البعض، بل من صميم واجبه.
وأكد الصادر أن المحافظ العرادة تحدث أثناء افتتاح سكن “الفئة الأشد فقراً” بلغة السياسي المدرك لم يستخدم مصطلح مهمشين، ولم يقل ان ما قام به عمل أنساني؛ بل قال انه واجب واعتذر عن القصور.
وأضاف في مقال له نشره على صفحته في فيس بوك ورصده “أخبار مأرب” إن هذه الخطوة الحكومية في تحقيق العدل والمساواة تحسب للمحافظ العرادة.
وأشار الصادر إلى أن ما تدعو إليه السلطة المحلية بمأرب هو الخير والرفاه والعدالة والمساواة للجميع، وهي صورة مضادة لدعوة الآخرين إلى العنف وتحريض فئات المجتمع الفقيرة والمغلوبة في الانخراط في أعمال العنف، في إشارة إلى مليشيا الحوثي التي عمدت على تجنيد أبناء تلك الفئة مستغلة ظروفهم، وإطلاق عليهم تسمية أحفاد بلاد والزج بهم إلى جبهات القتال.
نص المقال:
تحدث محافظ مارب اثناء افتتاح سكن “للفئة أشد فقراً” بلغة السياسي المدرك لم يستخدم مصطلح مهمشين، ولم يقل ان ما قام به عمل أنساني. بل قال انه واجب واعتذر عن القصور
شدد في حديثه على المواطنة المتساوية وقال هذه الفئة تتساوى مع جميع فئات الشعب اليمني، كرر المحافظ فكرة المساوة في حديثه القصير لدرجة جعلتني اعتقد انه من بقايا اليسار (فالمواطنة المتساوية والعدالة والمجتمع الغير طبقي) كلها كانت اقرب لليسار من اليمين.
وأود ان اقول ان فكرة العدالة والمواطنة المتساوية ستبقى هدف والطريق اليه طويل.
البعض قال ان ما قام به المحافظ من مساعدة نقدية وعينية عمل أنساني، وهذا خطأ فما قام به المحافظ من صميم واجبه وما دفعه من مساعدات هو من الخزينة العامة يتجاور ويكمل عمل منظمات انسانية اخرى، وتحسب هذه الخطوة للمحافظ لتذكرنا ان السلطة ومنذ عقود طويلة انصب اهتمامها بالأقوياء على حساب الفئات الأضعف حتى ظن البعض ان هذه الفئة ليست منا وليس لهم من الحقوق شيء، وهو اختلال واضح في فكر المنظومة السياسية طيلة العقود الماضية، غير أن كلمة اللواء العرادة المكثفة حول العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية تنم عن ادراك ووعي بهذا الاختلال.
واذا اراد المحافظ ترجمة حديثه الى واقع فهذه الفئة تحتاج الى ادارة ضمن ادارات السلطة المحلية يطلق عليها ادارة رعاية وتنمية الفئات الاشد فقراً في المجتمع وهي غير مكلفة فالبداية تقوم بتغيير تفكير هذه الفئة وثقافتها بما فيها الارشاد الديني، وتشجيع منهو بسن الدراسة للالتحاق بالمدارس، واعطائهم نسبة فيما يتعلق بالوظائف الحكومية، البعض سيقول ان الحكومة لم تغلق أبوابها أمامهم وهذا صحيح لكنهم يحتاجون الى تغيير ثقافي يساعدهم على الانتقال باتجاه المواطنة السليمة.
منظمات المجتمع المدني المحلية للأسف لم تتحرك باتجاه هذه الفئة، والأهم من ذلك وقف استغلالهم وخاصة النساء في عمليات تسول منظمة نشاهدها منذ سنوات على الخطوط الطويلة.
تاريخياً كانت المجتمعات المحلية في مارب بمنظومة أعرافها تمنح الفئات المهمشة حقوق متساوية في المستوى الفردي مشابه لأفرادها، ويرجع ذلك الى سمو منظومة القيم المحلية.
الخلاصة أن ما تدعو إليه سلطة مأرب هو الخير والرفاه والعدالة والمساواة للجميع، وهي صورة مضادة لدعوة الآخرين إلى العنف وتحريض فئات المجتمع الفقيرة والمغلوبة في الانخراط في أعمال العنف.