يقعد هذا الطفل بجوار ما تبقى من مأوى – يفترض أن يكون منزلاً – يأوي إحدى الأسرة النازحة، كانت يوما ما تعيش في منزلها، قبل أن تمر #المسيرة_القرانية وتحوله إلى ركام؛ مما اضطر بها النزوح إلى مناطق أكثر أماناً، وبيئة تتوفر فيها حياة تليق بإنسانيتهم، وإن كانت صحراء قاسية.
تنال أشعة الشمس من جلودهم كما السياط، و يفتك لظى الرمل بأقدامهم كما الجمر؛ وبينهما يقف النازحون متأملين: “أليس هذا الجحيم بذاته ! “.
ثم يستدركون لبرهة من الزمن ويقولون : “كل هذا أهون من أن نعيش تحت رحمة جماعة الحوثي”.
شهد الطفل اليوم التغريبة الثانية له، بعد تغريبته الأولى من مخيم الخانق #نهم منذ أن كان رضيعا، لكنه لا يعلم أن أسرته سبقته بنزوحين آخرين، ومن قبلهما تهجيراً قسري من المنطقة التي ينتمون لها.
من نزوح إلى آخر … وبينهما ألف غصة وعذاب، ومنظمات تتاجر بمعاناتهم، ويقتاتون بأسمائهم، ولايرون منها إلا الفتات حد تعبيرهم.
فإلى متى ؟!